•• أن يبلغ الإجرام بإنسان إلى حد خنق أمه.. بل وفصل رأسها عن جسدها.. فإن ذلك أمر لا يمكن للطبيعة الإنسانية السوية أن تتحمله أو تفسر أسبابه ودوافعه.. حتى وإن كان هذا المجرم معتوها، أو كان مدمن مخدرات.. أو كان فاقدا للعقل..!
•• وحتى القتل لهذا الإنسان تعزيرا، كما حدث يوم الأربعاء الماضي في الجبيل لهذا القاتل الفظيع، لا يشفي غليل أي إنسان في هذا الكون، لأنني لا أتصور أن هناك ما هو أبشع من أن يقتل إنسان أباه.. أو أمه.. وبهذه الطريقة من التمثيل.. والحقد.. والحيوانية..
•• والحادثة هذه لم تكن -مع الأسف- هي الأولى في مجتمعنا، الذي يشهد حالات كثيرة ومتعددة من هذا النوع البشع من الجرائم.. ولذلك فإنه لابد أن تتولى جهات علمية، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، دراسة هذه الحالات التي أصبحت في حكم الظاهرة لتحديد الأسباب والدوافع بدقة.. ومعالجة منابع الجريمة والتعامل معها بإدراك حقيقي لمصادر تفاقمها قبل أن تستشري وتعم..
•• وليت جامعة الأمير نايف تحديداً تقوم بهذه الدراسة.. وليت جامعة الملك سعود.. أو جامعة الإمام.. أو جامعة الملك عبدالعزيز.. أو الجامعة الإسلامية بالمدينة.. أو ليتها جميعا تشترك في إقامة كرسي لدراسة هذا النوع من الجرائم المفزعة.. فقد نكتشف أن هناك خللا أو أكثر في العلاقة بين الأبناء وأبويهم تحديدا.. وداخل أسرنا ومجتمعاتنا.
بقلم: د. هاشم عبده هاشم.
المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.